اضطرابات التخاطب والكلام
د / الحملاوي صالح عبد المعتمد
هناك تصنيفات متعددة لاضطرابات النطق والكلام ، تختلف حسب الأسس التي يعتمد عليها في التصنيف، فمن الباحثين من يصنف الاضطرابات الكلامية إلى اضطرابات يرجع أساسها إلى عوامل عضوية واضحة orgonic مثل الأفازيا أو أحتباس الكلام، أو إلى إضطرابات ترجع إلى عوامل وظيفية functional مثل فقد الكلام الهستيري Aphonia، والأسباب العضوية غالباً ما تكون ناتجة عن إصابة أحد أجزاء جهاز الكلام بما في ذلك جهاز السمع. والأسباب الوظيفية غالباً ما ترجع إلى عوامل تربوية ونفسية أو اجتماعية، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود عوامل عضوية ووظيفية معاً في الاضراب. وهناك أيضاً تصنيفات أخرى مثل تصنيف هاريسون Harisson الطبي الذي يصنف اضطرابات الكلام إلى أربعة أشكال من الاضطرابات اللغوية هي:
1. الاضطرابات اللغوية الدماغية التي يحدث فيها نقص في إنتاج الكلام واللغة المكتوبة أو الكلامية ( الحُبسة الكلامية).
2. الاضطرابات اللغوية الفظية مع سلامة الوظائف العقلية وسلامة فهم وتذكر الكلمات ( التأتأة).
3. فقدان الصوت الناجم عن مرض في الحنجرة، أو في أعصابها، مما يسبب عسره الصوت.
4. إضطرابات كلامية تحدث في الأمراض التي تصيب تكامل الوظائف الدماغية العليا .
وتتعدد مظاهر الاضطرابات اللغوية ، وذلك تبعاً لتعدد الأسباب المؤدية إليها ، فهناك بعض الاضطرابات اللغوية المرتبطة بالقدرة على إصدار الأصوات وتشكيلها ، ومع ذلك فيمكن ذكر المظاهر التالية للاضطرابات اللغوية بشكل عام:
[1] اضطرابات النطق (Articulation Disorders) وتشمل المظاهر التالية:
1- الحذف Omission : وهو عبارة عن حذف (فونيم) صوت من أصوات الكلمة مثال كلمة (طيارة) تنطق يارة حيث نلاحظ حذف صوت الـ (ط).
2- الإضافة Addition : عبارة عن إضافة صوت زائد على أصوات الكلمة الأساسية مثال كلمة (طيارة) تنطق (ططيارة) حيث نلاحظ إضافة صوت (ط).
3- الإبدال Substitution : عبارة عن إبدال صوت بآخر عند النطق مما يؤدى لصعوبة فهم كلام الطفل مثال كلمة (طيارة) تنطق (أياره) حيث نلاحظ إبدال صوت (ط) بصوت ( أ ).
4- التحريف Distortion : نطق الصوت بطريقة خاطئة مثل كلمة (طيارة) تنطق (أيرارة) وأكثر الأصوات تأثراً بهذه الاضطرابات هى الأصوات الساكنة مثل (ف) ، (ب) ، (ش) ، (ذ) حيث تكثر الأخطاء مع حدوث الكلام التلقائى.
[2] اضطرابات الكلام (Speech Disorders)
هذه الاضطرابات تتعلق بمجرى الكلام أو الحديث ومحتواه ومدلوله أو معناه وشكله ، وسياقه وترابطه مع الأفكار والأهداف ، ومدى فهمه من الآخرين ، وأسلوب الحديث والألفاظ المستخدمة وسرعة الكلام .. ، إذن اضطرابات الكلام تدور حول محتوى الكلام ومغزاه وانسجام ذلك مع الوضع العقلى والنفسى والاجتماعى للفرد المتكلم ، ومن هذه الاضطرابات ما يدخل تحت اسم الطلاقة فى النطق (Fluency Disorders) كما فى حالة اللجلجة فى الكلام .
الاسباب العامة لاضطرابات النطق والكلام:
تشير الدراسات الطبية والنفسية والتربوية إلى أن أسباب الاضطرابات الكلامية تختلف حسب الأعمار، البيئات، ومعظم هذه الأسباب ترجع بشكل عام إما إلى أسباب عضوية مثل إصابة أحد أجزاء الكلام والتنفس والجهاز العصبي وهذه بدروها ترجع إلى عوامل ولادية أو قبل ولادية أو بعد ولاديه وإما أن تكون الأسباب ذات طابع نفسي تربوي، ترجع إلى الأسرة والتربية وعوامل التنشئة الاجتماعية ،أو ترجع إلى عوامل نفسية ووجدانية عميقة مثل الانفعالات الحادة والصدمات النفسية مثلاً وجميع هذه الأسباب متداخلة ومتفاعلة مع بعض البعض، وقد ترجع الحالة الواحدة إلى أكثر من سبب أو عامل من العوامل المذكورة. ويمكن أن نلخص هذه العوامل والأسباب بوجه عام فيما يلي:
العــوامل العضوية:
وتتلخص هذه العوامل في إصابة أحد الأعضاء المساهمة في عملية النطق والكلام ـ وهذه الأعضاء ضرورية لظهور الكلام بشكل جيد ـ وقد أكدت الدراسات إلى أن أي خلل في أحد أعضاء النطق أو في وظيفتها ، أو في عدم التوافق بينهما يؤدي إلى اضطراب في التكوين البنيوي للغة، وهذه العوامل العضوية قد تنتج عن إصابة الأعصاب الدماغية أو القشرة الدماغية أو إصابة الحلق أو الحنجرة أو الفم أو الأنف أو الأذن أو الرئتين بإصابات أو التهابات حادة أو بعض الأمراض المزمنة المؤثرة على لغة الطفل.
الأسباب الاجتماعية والتربوية:
ومن أهم هذه الاسباب عوامل التنشئة الاجتماعية وفقر البيئة الثقافية بالحديث الرفيع وبالكلام الموجه، وبالتدريب المناسب للطفل كما هوالحال لدى أطفال الملاجيء ودور الأيتام الذين لا تتوفر لديهم عوامل التربية والتدريب والتنشئة الاجتماعية والتربوية الجيدتين ، بما في ذلك تقليد الأطفال للكلام المضطرب أو المضحك ، واكتشاف الأهل والأقرباء بأن الطفل لديه عاهه وإضطراب في كلامه، وسوء التوافق المدرسي أو الاجتماعي أو الأسري في جميع النواحي.
الأسباب النفسية والوجدانية:
أن معظم حالات الاضطراب في النطق والكلام لا ترجع إلى أسباب عضوية كلية أو نفسية كلية فقط ، فقد يكون سبب الاضطراب عضوي ونفسي معاً. فضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على تأكيد الذات وتصدع الأسرة ومشكلاتها الحادة والحرمان العاطفي للطفل من الوالدين، أو الخوف الشديد من الوالدين على طفلهم، والرعاية الزائدة والدلال المفرط، واضطراب النطق في حالة الحديث مع شخص كبير أو مع جنس آخر أو أمام جماعة، من أهم الاسباب النفسية الوجدانية. وإن معظم الباحثين يؤكدون في اضطرابات الكلام على دور الأسرة عموماً والأم خاصة لأنها هي المخاطب الأول للطفل والتي تسيطر على جميع أنواع العلاقات الأسرية..
واضطرابات الكلام متعددة ويمكن أن نوجزها فيما يلى:
1- ضعف المحصول اللغوى وتأخر الكلام لدى الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة (2-5) سنة ويطلق على هذه الحالات اسم Delayed or Inhibited Speech.
2- التردد فى النطق أو الرتة فى الكلام التهتهة (التأتأة).
3- اعتقال اللسان كما تسمى اللجلجة أو التهتهة.
4- الأفيزيا Aphasia أو احتباس الكلام.
5- الكلام الانفجارى الحاد.
6- ترديد الألفاظ والكلمات دون مبرر أو قصد ، أو تكرار عبارات لا داعى لها.
7- السرعة الزائدة فى الكلام.
8- البطء الزائد فى الحديث أو الكلام.
9- بعثرة الحديث.
10- كلام السكير.
11- تدفق الكلام.
12- تطاير الأفكار أثناء الكلام.
13- المبالغة فى التورية فى الكلام.
[3] اضطرابات اللغة Language Disorders
يقصد بذلك تلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها أو تأخيرها أو سوء تركيبها من حيث معناها وقواعدها ، أو صعوبة قراءتها أو كتابتها ، وعلى ذلك فهى تشمل المظاهر التالية:
• تأخر ظهور اللغة .
• فقدان القدرة على فهم اللغة وإصدارها.
• صعوبة الكتابة وصعوبة القراءة
• صعوبة التذكر والتعبير.
• صعوبة فهم الكلمات أو الجمل ، وصعوبة تركيب الجملة.
تعريف الفرد ذو الاضطراب التخاطبى:
بمقتضى القانون الأمريكي لتعليم الأفراد ذوي الإعاقات الصادر عام 1997 فإن الفرد من ذوي اضطرابات التخاطب هو الذي تختلف مقدرته على التواصل عن أقرانه بصورة دالة أو ملحوظة بحيث يؤثر هذا على نموه العاطفي أو الاجتماعي أو الذهني والتعليمي.
نسب اضطرابات التخاطب :
يشير علم التخاطب ، كعلم من علوم الطب ، إلى نسب اضطرابات التخاطب إلى:
1- الصوت: ويمثل 5% من إضطرابات التخاطب ومن أمراض الصوت ـ وخاصة البحة الصوتية.
2- الكلام (النطق): ويمثل 20% من إضطرابات التخاطب ، ومن أمراض الكلام: الحبسة الكلامية – الخنف – التلعثم – اللدغة (اللثغة).
3- اللغة: وتمثل 75% من إضطرابات التخاطب ، ومن أمراض اللغة: تأخر نمو اللغة (ضعف سمعي – توحد – أسباب نفسية – تخلف عقلي) ، العي (تدهور اللغة).
[4]اضطرابات الصوت Voice Disorders
يقصد بذلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة بدرجة الصوت من حيث شدته أو ارتفاعه أو انخفاضه أو نوعيته ، وتظهر أثار مثل هذه الاضطرابات اللغوية فى الاتصال الاجتماعى مع الآخرين ، وتعتبر اضطرابات الصوت أقل شيوعاً من عيوب النطق. وأهم اضطراب من اضطرابات الصوت : البحة الصوتية .
البحة الصوتية Dyes Phone
تعريف البحة الصوتية:
هي مرض من أمراض الصوت ، يحدث تغير في صوت المصاب بها.
أعراض البحة الصوتية:
بحة في الصوت – وجع في الأذن أو الرقبة وتغيير في الصوت مع الكحة.
أنواع البحة الصوتية:
أولا : بحة صوتية عضوية: حيث يكون العضو نفسه هو المصاب.
أسباب البحة الصوتية العضوية:
1- وراثية أو خَلقية
2- إصابات
3- التهابات
4- أورام
5- نتيجة مضاعفات لأمراض عصبية أو هرمونية
6- اضطرابات الغدد الصماء
7- شلل الثنايا الصوتية
ثانيا : بحة صوتية غير العضوية: حيث أن العضو غير مصاب ولكن سوء توظيف العضو هو السبب وتنقسم إلى (وظيفية – نفسية).
[ أ ] بحة صوتية وظيفية:
1- وهن صوتي: (إرهاق الصوت) نتيجة الكلام الخطأ مثل (الصويت الكثير – الزغاريد – الزعيق).
2- بحة صوتية غير عضوية فوق وظيفية: نتيجة شد العضلات الخارجية للحنجرة بعصبية (حزق) واستخدام العضلات بشدة.
3- بحة صوتية غير عضوية تحت وظيفة: وهي أن يحدث استرخاء لعضلات الحنجرة أو التحدث باسترخاء.
4- بحة صوتية غير عضوية تشنجية وهو التلعثم الصوتي: (يشتد العصب ويرتخي أثناء الكلام) أو حدوث إيقاف للصوت في بعض الكلمات أو اختلاف في نبرات الصوت.
5- بحة صوتية غير عضوية: (الطفرة الصوتية).
6- بحة صوتية غير عضوية: نتيجة لتضخم الثنايا الصوتية الكاذبة.
7- بحة صوتية غير عضوية هستيرية: نتيجة لأي تصادم نفسي.
8- بحة صوتية غير عضوية: احتباس الصوت.
ثالثاً: البحة الصوتية غير معروفة ألأسباب (غير مسببة):
1- وجود حبيبات (نتوء) على الثناء الصوتية.
2- وجود لحمية على الثنايا الصوتية.
3- إديما راينكس تضخم في الثنايا الصوتية.
4- وجود أكياس دهنية على الثنايا الصوتية.
5- وجود انتفاخ أو تجمع مائي على الثنايا الصوتية ، فهذه ليس لها سبب عضوي.
التشخيص وتقييم العلاج:
أولاً: التشخيص:
ويشمل ثلاث أشياء هي:
أ- الكشف ب- الفحوصات ج- التقييم.
ويوجد أربع طرق للعلاج:
1- علاج دوائي لحالات : (البحة الصوتية – التهابات الحنجرة – هرمونات).
2- علاج جراحي لحالات : (اللحمية – النتوء – أكياس دهنية).
3- علاج تخاطبي لحالات : (نتوء في حالة الحجم الصغير).
4- علاج تعويضي لحالات : (استئصال الحنجرة – جهاز سيمنس – جهاز حنجرة صناعية).
العلاج التخاطبي: (إرشادات – جلسات)
ثانيا: الإرشادات:
1- المفروض في بعض الحالات أن يريح الفرد صوته ولا يتكلم في مكان به ضوضاء.
2- ان يراعي الفرد عدم وجود جفاف بالحلق ، فشرب الشاي أو القهوة ( مثلا ) يساعدان على جفاف الحلق ، فيجب بعد تناول الشاي أو القهوة أن نتناول كوبان ماء حتى لا يحدث جفاف للحلق.
3- يجب على الفرد أن لا يتنحنح والفم مغلق لأن هذا يذبح الحنجرة.
شكرا على هذه المعلومات القيمة
ردحذفشكرا على المعلومات القيمة جزاك الله خيرا
ردحذف