الصفحات

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

﴿ ثقافة الخدمة التعليمية العامة ﴾

مقدمة : قد يتراءى للبعض أن يتساءل : ماذا نعني بثقافة الخدمة التعليمية العامة ؟ ومن الصعوبة بمكان تحديد مفهوم واضح ومحدد لهذه العبارة ، نظرا لتلازم كلمة " ثقافة " بمعانيها المتعددة ـ والتي سنوضحها لاحقا ـ مع عبارة الخدمة التعليمية العامة ، وهي أيضا غير محددة ، وتختلف من مجتمع لآخر ، فهي ترتبط بالمخرجات التربوية المأمولة التحقيق والتي ينشدها المجتمع من مؤسساته التربوية . وفي تلك الورقة سنحاول قدر الإمكان إلقاء بعض الضوء على هذا المفهوم ـ برغم عدم وجود أية مراجع مرتبطة بهذا المفهوم(*) ـ آملين أن تكون تلك الورقة دافعا للمزيد من البحث في هذا الموضوع .
أولا : ماذا يعني مفهوم ثقافة الخدمة التعليمية العامة ؟
الثقافة تعني في أحد جوانبها : التهذيب ، أي تهذيب النفس الإنسانية بالأفكار والعقائد والقيم والآداب والفنون ، وتعني في مستوياتها العليا : الجهد الذهني أو الفني الذي تختص به فئة مميزة من الناس ذوي القدرة على الإبداع والابتكار والإنتاج الجديد . أما عبارة الخدمة التعليمية العامة فتعني : توفير الاحتياجات الأساسية للنظام التعليمي ـ والذي يشمل جميع أركان العملية التعليمية من : معلم ، وطالب ، وإدارة ، وبنية أساسية ...الخ ، وذلك بالنظر إلى المدرسة نظرة كلية شاملة ، وتحديد جوانب القوة ومواطن الضعف ؛ إضافة إلى قياس فاعليتها وجودتها ، تمهيدا لتحسين مخرجاتها. عن طريق توفير المتطلبات التي يستلزمها النظام التعليمي ، باعتبارها مؤسسة متكاملة ؛ وعلى ذلك يمكن القول أن ثقافة الخدمة التعليمية العامة تعني: الأفكار المتعلقة بتقديم وتوفير المتطلبات (الخدمات ) التعليمية الأساسية التي تؤدي إلى رفع كفاءة أبنائنا الطلاب ، وإلى رضاء جميع المستفيدين ، وتعتمد على مبادئ الجودة الشاملة ، والتي تنص على أن الجميع شركاء من اجل الجودة 0
ثانيا : ما هي أنواع الخدمات التعليمية ؟
بادئ ذي بدء ، إحدى أولويات العمل التربوي هو ضبط جودة التعليم من خلال عدة عناصر منها:
• مخرجات التعليم : وتتمثل في المستويات المعرفية والمهارية والأدائية للطلاب، وكذلك مظاهر سلوكهم واتجاهاتهم وقدرتهم على التفكير المنظم وحل المشكلات.
• أداء المعلمين : ويتمثل في سعيهم من أجل التنمية المهنية المستمرة لديهم ، وكذلك مظاهر سلوكهم كمربين وقدوة للطلاب .
• أداء المدرسة كمؤسسة تربوية: من حيث مناخها الاجتماعي وتنظيم بيئتها وإدارة مصادرها وتنمية مواردها البشرية والمادية
لذلك ؛ فالخدمات التعليمية تستهدف المحاور الثلاثة السابقة ، من خلال توفير المتطلبات اللازمة التي تساعدهم على القيام بالدور المنوط بهم على الوجه الأكمل ، بهدف الحصول على المخرجات التربوية التي ينشدها المجتمع . وهذه الخدمات تشمل جميع مكونات العمل التربوي بمدخلاته وعملياته ومخرجاته ؛ وعليه أصبح تقديم تلك الخدمات معنياً بكافة مكونات المؤسسة التربوية ( المدرسة ) باعتبارها أهم وحدة في بنية النظام التربوي حيث تتسم بتعدد الأدوار والتفاعل بين مجموعة من العناصر المتنوعة ؛ ومن هنا تنقسم الخدمات التعليمية إلى ثلاثة أقسام :
1. خدمات البنية الأساسية : وتشمل بناء مدارس جديدة لاستيعاب النمو الطبيعي لأعداد الطلبة ، إصلاح وترميم المدارس الحالية ، تطوير مشروع مدارس الفتيات ، توفير الكتب المدرسية ، إنشاء وتطوير وتحديث وصيانة المعامل المختلفة ( أوساط ـ علوم ـ مكتبة....الخ ).
2. خدمات تحسين نوعية التعليم والتعلم : وتشمل تطوير المنهج و تقويمه ، تدريب جميع المعلمين على المنهج ، إنتاج مواد وأجهزة تعليمية للمنهج ، تدريب المعلمين الجدد ، تطوير استراتيجيات التعلم المستخدمة ، تدريب المشرفين التربويين ، التوسع في تأسيس شبكة الإنترنت بالمدارس ، تطوير نظام القياس والتقويم ، تفعيل مشروع المدرسة وحدة تدريب ، اتخاذ الإجراءات التقنية لتنفيذ التعلم عن بعد... الخ .
3. خدمات تطوير النظام الإداري : وتشمل تدريب مديري المدارس من خلال برامج التطوير المهني ، تجديد وتطوير نظام المعلومات الإداري ، تطوير الآليات والأدوات لتحضير وتنفيذ الخطط السنوية على كل المستويات ، إعداد خطة للتوجه نحو اتخاذ القرارات اللامركزية ، تنمية علاقة مؤسسات المجتمع المدني بالنظام التربوي ، ... الخ .
ثالثا : مجالات أخرى تستلزم تضافر الجهود لتقديم خدمة تعليمية جيدة وتشمل : سياسات التعليم ـ المناهج والتوجيه الفني والتعليم الفني ـ طرق التدريس والأنشطة المدرسية ـ محو الأمية ـ التخطيط التربوي ـ تطوير التعليم لتنمية التحصيل والاتجاهات ـ التدريب والتربية الخاصة ـ التسرب ـ الامتحانات والتقويم التربوي ـ المناهج وتقويم التحصيل ، ... الخ .
رابعا : أهداف مأمولة التحقيق للارتقاء بالعملية التعليمية : وتشمل
• إحداث ثورة في نظم إعداد المعلم وأساليب أدائه .
• تحسين الأوضاع المادية والبشرية داخل مدارسنا من حيث الأبنية والمعامل والمكتبات المدرسية والوسائل . والأدوات والورش والمعلم كما وكيفا .
• العودة بمدارسنا إلى نظام اليوم المدرسي الكامل والعام الدراسي الكامل .
• تطوير نظم الإدارة في مدارسنا وفى المديريات التعليمية .
• تطبيق نظام محكم وبمستوى لائق للتوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي .
• تحقيق جودة الخريجين والتعليم ومناهجه والمدرسة والمدرس .
• تحسين العملية التعليمية
• مبان مدرسية جميلة و متطورة .
• محتوى الكتاب المدرسي .
• المتعلم : يعد المتعلم محور الارتكاز التي تدور حوله العملية التعليمية لذا يعد الاهتمام بتربيته تربية صحيحة استثمارا للمستقبل الأمر الذي يستوجب معه الاهتمام المتزايد بكل ما من شأنه الارتقاء بعقله وجسمه ووجدانه وبشكل متوازن ومتكامل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق