الصفحات

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

الاتجاه نحو الرياضيات >


د.الحملاوى صالح عبد المعتمد
يكاد يكون مفهوم الاتجاه ( Attitude ) من أهم المفاهيم النفسية والاجتماعية المرتبط بسلوك الأفراد ، وهو حجر الأساس في بناء علم النفس الاجتماعي ، وتم تطبيقه في كثير من المجالات منها : التعليم ـ التدريب ـ الإدارة ، ... وغيرها . والاتجاه كمفهوم نفسي اجتماعي هو : تكوين فرضي أو متغير وسيط ، تعبِّر عنه مجموعة من الاستجابات المتسقة فيما بينها سواء في اتجاه القبول أو الرفض ، إزاء موضوع نفسي اجتماعي جدلي معين . وهناك الكثير من العوامل المتداخلة والتي لها تأثير بالإيجاب أو السلب عليه ـ خاصة بالنسبة لتشكيل اتجاهات التلاميذ ـ وأهم تلك العوامل : العمر ، مستوى النضج ، خبرات المتعلم ، قدراته ، اتجاهات المعلمين نحو تلاميذهم ، طريقة تدريس المعلم ،... وغيرها
ويُعد الاتجاه نحو الرياضيات من الأهداف الوجدانية مأمولة التحقيق في مجال العملية التعليمية ، ولا يقل أهمية عن باقي الجوانب ـ المعرفية والمهارية ـ بل قد يفوقها في الأهمية ، ولكي تتحقق الأهداف المعرفية والمهارية لا بد وأن تتولد لدى التلاميذ اتجاهات موجبة نحو دراسة الرياضيات ، وأن تنمو ميولهم نحوها وأن يُقدروا أهميتها . ؛ ومن ثم تشير نتائج بعض الدراسات إلى أن درجة النجاح في أي مقرر دراسي تعتمد على اتجاهات التلاميذ وميولهم الثابتة أو المؤقتة نحو المادة الدراسية ـ لذلك يجب العمل على تنمية اتجاهات إيجابية نحو مادة الرياضيات؛ لأن المشاعر السلبية تؤدي غالبا إلى تجنب هذه المادة ، بينما المشاعر الموجبة تؤدي إلى إقبال التلاميذ على الدراسة المتخصصة المتعمقة للرياضيات ؛ ومن ثم إمكانات هائلة للنجاح في التعلم والحياة على حدي سواء .
لذلك ؛ تعد قضية الاتجاهات نحو الرياضيات من القضايا الرئيسة التي يعلق عليها المهتمون بالرياضيات المدرسية أهمية كبيرة ، ومن ثم تعتبر تنمية اتجاهات موجبة نحو الرياضيات بمثابة قنطرة العبور لكي يحقق الطالب / المعلم بعض النجاحات المثمرة في التعلم / التعليم ؛ وبالتالي يصبح لدينا طالبا متفوقا دراسيا ، ومعلمون يُطرون تلاميذهم وراضون عنهم ، ولن يتسنى لنا ذلك إذا كان نظامنا التعليمي يهتم بالأهداف المعرفية ويهمل الأهداف الوجدانية ؛ لذلك فإن الاهتمام بتنمية اتجاهات التلاميذ يُعد مطلبا رئيسا ، لا يقل أهمية عن تنمية مهارات التفكير العليا ، بل نستطيع القول انه يتكامل مع تلك المهارات على حدٍ سواء ، ليخلق لنا بيئة تعليمية قوامها رضا التلاميذ عن تعلمهم ، وبالتالي مزيد من المخرجات التعليمية المأمولة التحقيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق