الصفحات

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

نشأة نظرية الذكاءات المتعددة

:
في عام 1979 طلبت مؤسسة Van Leer)) من جامعة(Harvard) القيام بإنجاز بحث علمي يستهدف تقييم وضعية المعارف العلمية المهتمة بالإمكانات الذهنية للإنسان وإبراز مدى تحقيق هذه الإمكانات واستغلالها ، وفي هذا الإطار بدأ فريق من العاملين المختصين بالجامعة أبحاثهم التي استغرقت حوالي ربع قرن من الزمن ، تم خلالها تضافر جهود العديد من الباحثين ذوي اختصاصات متنوعة ، بهدف استطلاع وكشف مدى تحقيق هذه الإمكانات على أرض الواقع . ولقد تمّ بالفعل البحث في عدة مجالات معرفية ـ بتمويل من المؤسسة المذكورة ـ شملت مجال التاريخ الإنساني والفلسفي والعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية ، كما نُظِّم لهذا الغرض عدة لقاءات علمية على المستوى الدوري ، تناولت قضايا تتعلق بمفهوم النمو في مختلف الثقافات البشرية، أما الباحثون الذين ساهموا في هذه الدراسة الهامة ، فإنهم ينتمون إلى تخصصات علمية متنوعة ، فهناك أولاً رئيس فريق مشروع البحث وهو (Gerald , S. L.) وهو مُربٍ وعالم نفس ، ثم هناك (Gardner , H.) وهو أستاذ لعلم النفس التربوي مهتم بدراسة مواهب الأطفال وأسباب غيابها لدى الراشدين الذين حدثت لهم بعض الحوادث التي تسببت في إحداث تلف بالدماغ ، وهناك أيضاً فيلسوف اشتغل في مجال فلسفة التربية وفلسفة العلوم ، وهو (Israel Schaeffer) ، ثم هناك (Robert LaVine) المختص في علم الانثروبولوجيا الاجتماعية والمعروف بأبحاثه في الصحراء الأفريقية والمكسيك حول الأسرة وطبيعية المساعدة المقدمة للأطفال فيها ، ونجد ضمن الفريق العلمي كذلك العالمة الاجتماعية ) (Merry White المختصة في التربية بالمجتمع الياباني ودراسة الأدوار التربوية للأفراد في العالم الثالث . إن نظرة سريعة إلى الاختصاصات العلمية لأفراد هذا الفريق الذي تصدى لدراسة إمكانات الذهن البشري ، تبين بوضوح اختلاف تخصصاتهم وتوسعها وعمقها ، الشيء الذي يعكس طموح المشروع ، كذلك دور كل واحد منهم في إنجاح مشروع البحث والوصول إلى اكتشاف نظرية الذكاءات المتعددة.( أحمد أوزي ،2002؛ 78 ) ، وفي العام 1983 نشر (Gardner) كتابه الشهير" أطر العقل " وعرض فيه نظريته الخاصة بالذكاء المتعدد مستنداً إلى نتائج الأبحاث والدراسات الخاصة بإصابات الدماغ والدراسات الثقافية الخاصة بالعباقرة والمعتوهين ، وأوضح (Gardner) في نظريته أن كل فرد يمتلك سبعة أنواع من الذكاء مستقلة نسبيا ًـ تاركا الباب مفتوحا للزيادة ـ أضاف إليها في العام 1997 الذكاء الثامن ( الطبيعي ) ، ثم الذكاء التاسع ( الوجودي ) في العام 1999 ، وهذه الذكاءات بمثابة مجموعة من القدرات المستقلة الواحدة عن الأخرى , والتي يمتلكها الأشخاص في مجالات كثيرة . وقدم (Gardner) تعريفا للذكاء ـ كما ذُكِرَ آنفاً ـ على أنه : القدرة على حل المشكلات، وإبداع النتاجات ذات القيمة , في واحدة أو أكثر من الثقافات (Gardner & Hatch, 1989 ) ، وقد عرض (Gardner) في كتابه المعروف : أطر العقل ( Frames of Mind ) نظرية جديدة تختلف كليا عن النظريات التقليدية ، فنظريته ذات معايير أكثر تحديدا من الاختبارات التقليدية التي تتعلق بالمفهوم اللفظي والرياضي ، وهو يقول أنه لا يمكن وصف الذكاء على أنه كمية محددة ثابتة يمكن قياسها ؛ وبناء على ذلك يمكن زيادة الذكاء وتنميته بالتدريب والتعلم ـ بل أكثر من ذلك أوضح أن الذكاء متعدد وعلى أنواع مختلفة وأن كل نوع مستقل عن الأنواع الأخرى ويمكنه أن ينمو ويزيد بمعزل عن الأنواع الأخرى ؛ وذلك عن طريق الممارسة والتدريب الجيدين (Gardner, 1991) ، وهو ما أكده & Baker) (Seghers بقولهما أن نظرية (Gardner) للذكاءات المتعددة ساعدت على تصحيح بعض المفاهيم الدارجة عن الذكاء مثل : أن الذكاء ثابت ، وأنه نوع واحد فقط ؛ ولهذا أصبح لتصنيف (Gardner) أكبر الأثر على طريقة التفكير في عملية التعلم والتعليم ، وكذلك على الاختبارات وحتى على طبيعة الأفكار نفسها& Baker,2004) (Seghers . ويرى (Gardner) أن هناك معايير محددة تشكل مهارات الذكاء ، تشمل :
ـ القدرة على القيام بحل المشكلات ومواجهة المواقف مع الاهتمام بالكيف وليس بالكم .
ـ القدرة على ابتكار مشكلات أو مواقف جديدة تضيف شيئا جديدا أو معلومات جديدة .
ـ القدرة على إبداع إنتاج مهم ومؤثر ، أو على ابتكار طرق ووسائل جديدة في طرح المشكلات وحلها. (Lazear, 1991)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق