الاثنين، 30 نوفمبر 2009

النظرية البنائية

البنائية ( Constructivism ) : سيدة العلم والفلسفة ، رقم واحد بلا منازع ، ابتداء من عام 1966 وحتى الآن ، قفزت ـ على حين فجأة ـ من مؤخرة الصفوف لتحتل مكان الصدارة بين مفاهيم الفكر الحديث . والبنائية ـ في بدايات ظهورها ـ اعتبرها البعض منهجا فكريا وأداة للتحليل ، تقوم على فكرة الكلية أو المجموع المنتظم للأشياء
، اهتمت بجميع نواحي المعرفة الإنسانية ، ونالت شهرتها الواسعة في مجال علم اللغة والنقد الأدبي ، وقد صنفها البعض ضمن مناهج النقد الأدبي . وقد اشتق لفظ البنيوية من البنية ـ كما سنوضح لاحقا ـ إذ أن كل ظاهرة إنسانية كانت أم أدبية تشكل بنية ، ولدراسة هذه البنية يجب علينا أن نحللها (أو نفككها) إلى عناصرها المؤلفة منها ، بدون أن ننظر إلى أية عوامل خارجية عنها. والبنائية ـ في الوقت الحاضرـ من أهم النظريات التي تحتل مكان الصدارة في السياق التعليمي ، وقد تبلورت في مجال التربية على يد (Piaget) رداً على النظريات التقليدية ، حيث دعا إلى الاهتمام بالإجراءات الداخلية للتفكير والاهتمام بالعمليات المعرفية للتعلم ؛ والهدف هو : تطوير وتحسين التدريس والتعلم في المدرسة . ومن العبارات الدقيقة التي استخدمت في وصف " Piaget " تلك العبارة التي استخدمها " Hennery Mayer " حيث قال: " إن بياجيه مثل كولومبس انطلق يستكشف سواحل مجهولة ، فتوصل إلى كشف قارة جديدة ، تستخدمها أجيال كثيرة قادمة ". ( زكريا إبراهيم ، 1976 ، 7 ؛ عادل عبد الله محمد ، 1990، 14)
ماهية البنائية :
البنائية لغة : البنائية من البَنّاءُ أو البِنية ، بَنَى البَنّاءُ بِنَاءً وبُنىً؛ وبِنْيَةً وبُنْيَةً ، وبِنْيَةُ الشيء هي تكوينه ، وهي تعني أيضا : هيئة البناء ( أي الكيفية التي شٌيِِد على نحوها هذا البناءُ أو ذاك ) ، وبنى الشيء بَنياً و بِنَاءً وبُنياناً : أقام جداره ، وتستعمل مجازا في معان كثيرة تدور حول التأسيس مثل : بنى مجده ، ويبني مستقبله ... الخ ، وأبْنَيْتُ فلاناً بَيْتاً: أي جَعَلْتُه له بِنَاءً ، واسْتَبْنَتِ الدّارُ: تَهَدَّمَتْ فأُحْوَجَتْ إلى بِنَائِها ، ورَجُلٌ مُبَنَّى: سَمِيْنٌ عَظِيْمٌ، ، والبَنِيَّةُ: كل ما بُنِىَ ( تطلق على الكَعْبَةُ ) ، وحروف المباني : تعني الحروف الهجائية تُبنى منها الكلمة ، وبِنيةُ الكلمة : صِيغتها . ( معنى " بنى " في : لسان العرب لابن منظور ، جمهرة اللغة لابن دريد ، المحيط في اللغة للصاحب بن عباد ، أساس البلاغة للزمخشري ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق